أمهات المؤمنين : 2_ السيدة سودة بنت زمعة رضى الله عنها

اسمها ونسبها :
هى أم المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن نصر بن مالك - أمها الشموس بنت قيس بن زيد بن عمرو من بنى النجار .
أول من تزوج بها بعد خديجة رضى الله عنها وانفردت به نحواً من ثلاث سنين أو أكثر حتى دخل بعائشة .
إسلامها :
أسلمت سودة بنت زمعة هى وزوجها السكران بن عمرو بن عبد شمس - أخو سهيل بن عمرو - قديماً وبايعا النبى - صلى الله عليه وسلم - ولما اشتد اضطهاد قريس للمسلمين هاجر السكران وسودة إلى الحبشة فى الهجرة الثانية .
وذات يوم رأت سودة بنت زمعة فى منامها أن قمراً انقض عليها من السماء وهى مضطجعة فأخبرت زوجها فقال السكران بن عمرو :
لا ألبث أن أموت . واشتكى السكران بن عمرو فرجع هو وزوجته إلى مكة فمات وبعض الروايات تقول انه مات بالحبشة .
تزويجها بالنبى - صلى الله عليه وسلم - :
عن عائشة رضى الله عنها قالت : جاءت خولة بنت حكيم ، إمرأة عثمان بن مظعون إلى رسول الله فقالت : يا رسول الله .. الا تتزوج !؟
فقال : ومن ؟ قالت : إن شئت بكراً وإن شئت ثباً . فقال : من البكر ومن الثيب ؟
قالت : أما البكر فابنة أحب خلق الله إليك .. عائشة بنت أبى بكر الصديق , وأما الثيب فسودة بنت زمعة قد آمنت بك واتبعتك .. قال : فاذكريهما على .
قالت : فأتيت أم رومان - زوجة إبى بكر - فقلت . الحديث وفيه أنه عقد على عائشة قبلها
قالت : خولة : ثم انطلقت إلى سودة فقلت : ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة ، فقالت : وم ذاك ؟! قلت : إن رسول الله أرسلنى إليك لأخطبك عليه .
قالت : وددت ذلك ، ولكن ادخلى على أبى واذكرى له ذلك وكان أبوها شيخاً كبيراً قد عمى وقد أدركه السن فدخلت عليه وحييته بتحية الجاهلية فقلت : أنعم صباحاً فقال : من أنت ؟ قلت : خولة بنت حكيم . قالت : فرحب بى وقال ما شاء الله أن يقول .قالت : فقلت محمد بن عبد الله يذكر سودة ابنة زمعة فقال: هو كريم فما تقول صاحبتك - يقصد سودة ؟
قلت تحب ذلك قال : قولى له فليأت
قالت : فجاء رسول الله فملكها قالت : وقد عيد بن زمعة (أخوها) يحثو على رأسه التراب وقال بعد أن أسلم إنى لسفيه يوم أحثى على رأسى التراب أن تزوج رسول الله سودة .
لقد تزوجت سودة من النبى وأيقنت من اللحظة الأولى من زواجها أن حظها من النبى بر ورحمة لا حب وتآلف ولم تخدعها نفسها قط بل أدركت أن بينها وبين قلب محمد حاجز لا حيلة له فيهوظلت السيدة سودة تقوم على بيت النبى حتى جائت عائشة بنت أبى بكر فأفسحت لها المكان الأول بالبيت وحرمت جهدها أن تتحدى مرضاة العروس الشابة وأن تسهر علىراحتها ثم وفدت على البيت أزواج أخريات فيهن حفصة بنت عمر وزينب بنت جحش وأم سلمة بنت أمية المخزوميةفما ترددت سودة فى إيثار عائشة بإخلاصها ومودته وإن لم تظهر ضيقاً بهؤلاء الزوجات اللاتى يستأثرن دونها بعواطف الزوج الرسول .
لكنه صلى الله عليه وسلم أشفق عليها وهم بتطليقها وتسريحها تسريحاً جميلاً
فقالت : أمسكنى ووالله ما بى على الأزواج من حرص ولكنى أحب أن يبعثنى الله يوم القبامة زوجاً لك .
وفاتها رضى الله عنها:
عمرت سودة رضى الله عنها بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم سنين عدة صرفتها فى الصلاة والبر حتى أن عمر بن الخطاب أرسل إليها فى مدة خلافته غراراة مملؤةبالدراهم فلما وصلتها سألت : ما هذه قيل لها : دراهم قالت : فى غرارة مثل التمر؟
وفتحت سودة الغرارة وفرقت ما فيها على الفقراء والمساكين وماتت فى آخر زمن عمر بن الخطاب فلقيت ربها راضية بلقائه مرضياً عنها منه .وكان ذلك فى شوال سنة أربع وخمسين