عندما بلغ يوسف الثانيه عشر رأى الرؤيا التى اخبرنا بها الله فى كتابه العزيز *اذ قال يوسف لابيه ياابت انى رايت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم لى ساجدين .. وكان يعقوب ينومه الى جانبه وكانت ليله جمعه فقام يوسف فزعا مرعوبا فضمه يعقوب وقال مالك بنى قال له : يا ابت انى رايت كان ابواب السماء فتحت واشرق منها النور فاستنارت النجوم واشرقت لجبال وزخرت البحار وعلت امواجها وسبحت الحيتان بمختلف اللغات ورايت كانى البست رداء اشرقت الارض من نورة وحسنه
ورايت كان مفاتيح خزائن الارض اليقيت بين يدى فبينما انا كذلك اذ رايت احد عشر كوكبا انقضت من السماء ومعها الشمس والقمر وخروا لى ساجدين .. *فقال يعقوب*يابنى لاتقصص رؤياك على اخوتك . ثم عبر له رؤياة فقال *كذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تاويل الاحاديث . فسمعت امراة يعقوب ما قاله يوسف لابيه وانتظرت اولادها حتى عادو من مراعيهم وقصت على اولادها ما سمعت *فاغتاظو كما اخبر الله تعالى عنهم*اذ قالو ليوسف واخوه احب الى ابينا منا ونحن عصبه ان ابانا لفى ضلال مبين . اتفق اخوة يوسف فيما بينهم على قتله حتى يخل وجه ابيهم لهم ويرجعو تاءبين على ما فعلو فقال اخا لهم وهو يهوذا وكان افضلهم واعقلهم لاتقتلوه فان القتل عظيم والقو فى الجب واتفقو بينهم على اللعب امام يوسف حتى يشتاق الى اللعب معهم وفعلا حدث ما كانو يردون وذهب اليهم يوسف وقال لهم اهكذا تلعبون فى مراعيكم قالو نعم واخذوا يشوقوة الى العب معهم حتى كان هو الطالب ان يذهب معهم فقال لهم يا اخوتاه انطلقوا الى ابى واطلبو منهم ان يتركنى اذهب معكم
فذهبو الى ابيهم ووقفو صفا بين يديه فقال ما حاجتكم؟ قالو يا ابانا مالك لاتأمنا على يوسف وانا له لحافظون فاتركه يذهب معنا غدا يرتع ويلعب فى الصحراء وانا له لحافظون فقال لهم انه ليحزننى ان تذهبوا به واخاف ان ياكله الذئب وانتم عنه غافلون
فقال بنوة لئن ياكله الذئب ونحن عصبه انا لخاسرون وقالو يانبى كيف ياكله الذئب وفينا شمعون اذا غضب لايهدأ حتى يصيح واذا صاح لا تسمعه الحامل الا وضعت ما بطنها وفينا يهوذا اذا غضب شق السبع نصفين فاطمأن يعقوب لما سمع منهم فاقبل عليه يوسف وقال له يا ابى ارسلنى معهم فقال له اوتحب ذلك يا بنى قال نعم فلما اصبح يوسف لبس ثيابه واخذ قضيبه وخرج مع اخوته ثم عمد يعقوب الى السله التى وضع فيها ابراهيم زاد اسماعيل فحمل فيها زاد يوسف وقال لبنيه اوصيكم بتقوى الله وبحبيبى يوسف اسألكم اذا جاع اطعموه واذا عطش اسقوة ولا تتعبوة وكونوا متواصلين متراحمين ثم اقبل الى يوسف وضمه وقبله بين عينيه وقال استودعك الله ثم انصرف فخرجو بيوسف وهم يحملوه على اعناقهم فلما ابتعدو عن نظر ابيهم القوه على الارض وضربوه فجعل يستغيث بهم واحد تلو الاخر فلم يظهر من بينهم رحيما واخذوا زاده الذى اعطاه اياه ابوة واطعموه للكلاب فعطش عطشا شديدا وطلب منهم ان يسقوة فلم يسقوة فعند ذلك بكت الملائكه رحمه بيوسف فلما همو بقتله قال لهم يهوذا اليس انكم اعطيتمونى موثقا الا تقتلوة وان تلقوة فى الجب فانطلقو به ليلقوة فى الجب وكان ذلك الجب فى الاردن بين مدين ومصر ويقال انها بين طبريه والقدس وكانت بئرا وحشه مظلمه اسفلها واسع واعلاها ضيق يهلك من يلقى بها وكان ماؤها ملحا وكانت من حفر سام بن نوح فلما رادوا ان يلقوة جعل يتعلق بشفير البئر فربطوا يديه الى عنقه ونزعو عنه قميصه فقال لهم ردو على قميصى استر به عورتى ويكون لى كفنا بعد مماتى فقالو له ادع الشمس والقمر والاحد عشر كوكبا ليلبسوك ويأنسوك فلما بلغ نصف البئر قطعوا الحبل ليسقط ويموت فاخرج الله تعالى من البئر صخرة ململمه لينه ورفعها الى يوسف فوقف عليها وجعل يبكى فهمو ان يلقوة بالحجارة ليقتلوة فنهاهم يهوذا فلما القى فى الجب اضاء له الجب وعذب ماؤه وبعث الله اليه ملكا فحل عنه قيده واتاه بقميص ابراهيم الذى كساه به ربه حين القى فى النار عريانا فمكث فى البئر ثلاثه ايم وفى اليوم الرابع جائه جبريل وقال له ياغلام من القى بك ؟ قال اخوتى من ابى فقال له جبريل ولم ؟ فقال له حسدونى على منزلتى من ابى قال اوتحب ان تخرج من هنا قال له نعم فقال له قل يا صانع كل مصنوع وياجابر كل مكسور وياحضر كل ملأ يا شاهد كل نجوى وياقريب غير بعيد ويا مؤنس كل وحيد وياغالب كل مغلوب ويا علام الغيوب ويا حيا لايموت و يا محى الموتى لا اله الا انت سبحانك اسالك يا من له الحمد يا بديع السماوات يا مالك الملك ياذا الجلال والاكرام اسألك ان تجعل لى من امرى ومن ضيقى فرجا ومخرجا وترزقنى من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب فقالها يوسف فجعل الله له من الجب مخرجا ومن كيد اخوته فرجا واتاه ملك مصر من حيث لا يحتسب واوحى الله اليه وهو فى البئر لتبئن اخوتك بما عملو وهم لا يعلمون انك يوسف فذلك قوله تعالى *لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون* نعود لاخوة يوسف فلما القوة فى الجب عمدوا الى سخله من الغنم وذبحوها ولطخوا قميص يوسف بدمها ثم انهم رجعو الى ابيهم وجدوة يجلس على قارعه الطريق ينتظر يوسف فلما راوة صرخوا كلهم صراخ رجل واحد ورفعوا اصواتهم بالبكاء فلما وافوه وتقدموا بين يديه وشقوا جيوبهم وبكو فزع يعقزب وقال لهم مالكم واين يوسف فقالو ان تركناه عند متاعنا وذهبنا لنتستبق فاكله الذئب ونحن عنه غافلون وهذا قميصه ملطخ بدمه فقال لهم ما احلم هذا ذئب اياكل ابنى ولم يمزق قميصه وصاح صيحه وخر مغشيا عليه فلم يفق الا بعد وقت طويل فلما افاق اخذ قميص يوسف واخذ يشمه ويضعه على عينيه ثم قال لاولاده *بل سولت لكم انفسكم امرا فصبرا جميلا*