أفادت الأنباء ان أعضاء مجلس الشيوخ الامريكي توصلوا الى اتفاق حول خطة الإنقاذ الاقتصادي بقيمة 780 مليار دولار، وذلك بعد مداولات طويلة بين الديمقراطيين والجمهوريين.
وقال السيناتور الديمقراطي دك دوربان "إن اعضاء مجلس الشيوخ تحركوا باتجاه الاتفاق بعد تقدم مشرعين معتدلين باقتراح تسوية بقيمة 780 مليار دولار".
كما قال السيناتور جون كيري إن خطة التسوية الجديدة تنقسم بين 42 بالمئة محفزات ضريبية و58 بالمئة إنفاق.
وذكر عدد من كبار اعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين انهم يؤيدون هذه الخطة بدلا من الخطة التي سعى إليها الرئيس الأمريكي باراك اوباما وقيمتها 900 مليار دولار، وذلك للفوز بدعم الجمهوريين.
ويقول بعض الديمقراطيين إنه سيتم التصويت على الخطة في وقت لاحق.
وقال السيناتور هاري ريد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ "سيتم التصويت عليها إن لم يكن الليلة ففي اليوم التالي".
وقد اعلن مسؤولون ديمقراطيون انهم يعولون على ثلاثة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ لاقرار الخطة. ويحتاج الديمقراطيون الى ستين صوتا من اصل مئة في مجلس الشيوخ كي يقروا الخطة.
وقال ماكس بوكوس رئيس اللجنة المالية بمجلس الشيوخ ان الديمقراطيين سيفوزون باجازة الخطة بدعم ثلاثة على الاقل من الجمهوريين في مجلس الشيوخ المؤلف من 100 عضو.
وصرح السيناتور المستقل جو ليبرمان ان هؤلاء الثلاثة "وضعوا المصلحة الوطنية فوق المصلحة الحزبية". والثلاثة هم اولمبيا سنويه وارلين سبكتر وسوزان كولينز.
وبالاضافة الى ذلك, فان السيناتور ادوارد كينيدي الذي كان غائبا عن مجلس الشيوخ بسبب الوعكة الصحية التي المت به خلال تنصيب الرئيس الامريكي باراك اوباما سيعود الى المجلس للتصويت على الخطة وهو يحسب من بين الستين صوتا ديمقراطيا.
وكانت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي قالت في وقت سابق إنها تتوقع ان يقر مجلس الشيوخ خطة الانعاش الاقتصادي المقترحة خلال ساعات.
وأضافت قائلة للصحفيين انها تحدثت الى زعيم الاغلبية الديمقراطية في الكونجرس هاري ريد، وأن حديثه دفعها للإعتقاد بان الكونجرس سيقر الخطة فورا.
وكان أوباما قد وجه في وقت سابق نقدا لاذعا لمجلس الشيوخ لتأخره في إقرار خطة الانعاش الاقتصادي المقترحه, ووصف أوباما هذا التأخر بـ "غير المقبول وغير المسؤول".
وفي كلمة له أمام أعضاء الكونجرس الجمعة، قال اوباما ان "الازمة ستتحول الى كارثة في حال لم يصادق الكونجرس بسرعة على الخطة".
ووصف أوباما البيانات التي نشرت الجمعة بخسارة الإقتصاد الأمريكي لحوالي 600 ألف وظيفة في يناير/كانون الثاني بالمدمرة.
وقال "ان الوضع لا يمكن ان يكون أكثر خطورة، إن هذه الارقام تستدعي اتخاذ خطوات عملية".
وأجري اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي مراجعة لخطة الرئيس لانقاذ الاقتصاد والتي تبلغ قيمتها 900 مليار دولار.
وكان اعضاء معتدلون في المجلس، ينتمون للحزبين الجمهوري والديمقراطي، قالوا انه يجب خفض قيمة الخطة قبل خضوعها للتصويت.
وفي اجتماع له مع نواب ديمقراطيين، قال اوباما "ان الامريكيين لم يصوتوا في الانتخابات الرئاسية لصالح الامر الواقع، واوصلونا الى حيث نحن كي نأتي بالتغيير المطلوب".
لجنة مشتركة
وكانت قد بدأت الجمعة المحادثات داخل لجنة مؤلفة من اعضاء في مجلس الشيوخ ينتمون للحزبين الجمهوري والديمقراطي تمحورت حول تخفيض قيمة الخطة.
وقالت السيناتور الديمقراطية ماري لاندريو ان اللجنة بدأت بتخفيض قيمة المساعدات في بعض المجالات، كما انها زادت قيمة الانفاق في مجال البنية التحتية.
يذكر ان مجلس النواب كان قد وافق الاسبوع الماضي على خطة الانقاذ دون ان يصوت لصالحها اي نائب جمهوري.
وتجدر الاشارة الى ان خطة اوباما تقوم على مبدئين اولهما الاعفاء من الضرائب والثاني هو الاستثمار في اعادة تأهيل وتوسيع البنية التحتية.
وكان الجمهوريون قد عارضوا هذه الخطة مطالبين اوباما بمزيد من الاعفاءات من الضرائب وبانفاق اقل.
ويقول الجمهوريون ان بعض المشاريع المطروحة في الخطة لن تجدي نفعا في تحسين الاقتصاد وخلق الوظائف.
الا ان الرد الديمقراطي على ذلك يفيد بأن ما يعتبره الجمهوريون افراطا في الانفاق لا يشكل الا نسبة صغيرة من الخطة المطروحة.
يأتي ذلك في الوقت الذي لا تزال فيه التوقعات تشير الى ان الوضع الاقتصادي يتجه من السيء الى الاسوأ.
واعلنت وزارة العمل الامريكية الاسبوع الماضي ان عدد العمال الذين تقدموا بطلب وظيفة هو الاعلى الذي يسجل من 26 عاما.